د.المرتحل السبت أبريل 10, 2010 1:16 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم انخراط المسلم بجيوش تجبره على عدم الامتثال الى
العديد من اوامر الدين مثل اللحية ومنع الصلاة احيانا في
المساجد - او نهائيا في المعسكرات - ومنع اللباس
الاسلامي ؟
-------------------
يود المسلم دائما ان يبدي الاسف الحاصل مما ذكر من
تقييد الحريات الاسلامية داخل الجيوش العربية غالبا
- وقد يتفاوت الامر من بلد الى اخر - انما نحن نود القاء
الضوء على امور حاصلة - لنجد لانفسنا فكرا وجهدا - قد
نخرج من خلاله بفكرة او تصور
السؤال الاول هل يجوز الانتساب الى جيوش بهذه
المواصفات---
الجواب الاساس اصلا - هل يجوز ان نصمت على وجود
هكذا جيوش--؟
ويجد المسلم ان اساس العلة ليس ما
نسأل انما ما رضينا به -- فكان ولا بد من ان نلتفت هنا ----
--- حسنا انه امر واقع--- جيوش وجدت وانبثق عنها حكم
وغطرسة وقوة لا تدرك ولا ترتقب الا من يقول ربي الله
- ونحن نعمل للتغير- انما اثناء ذلك ماذا نفعل
------------
السؤال المطروح هنا -- وبمثال اخر --- هل يمكن ان نترك
مجتمع كامل يرتاده فقط اهل الشر والفسق دونما
ان نبلغه الخير من الشر- ؟
اذا ان كان الجيش هو هذا المجتمع - هل يصح ان نتركه
قادة وافرادا دونما من يقول كلمة تراعى فيها مصلحة
دين ودعوة -
او دونما وجود من يسهر على ما استطاع من مصالح افراد
الامة المتواجدون في البلد --
فيصبح الجيش اكثر مما هو عليه عصابة مسلطة على
الرقاب
نتكلم هنا من تجربة --
وكان المخبر والقاضي وسواه يفعل لنا ويسهل امور --
---
لقد اصدرت فتوى في بلد عربي ما -- بعدم جواز وجود
مسلم في جيش عربي اعتبروه كافرا - او يصعب
تطبيق الدين فيه -
الا ان النتيجة كانت حصول الكثير مما ذكرنا -- وتم التراجع
عنها واصدرت الاوامر للانخراط في الجيش
----------
هنا انبرى العديد من افراد الامة قولا وفعلا ان المصلحة هي
التي تقتضي وجود افراد في هذه الاماكن---
ويقاس حجم الضرر هنا نسبة الى امور عديدة اهمها ان
يستطيع الفرد المحافظة على التزامه ولو خفية
-- وهذا قياسا على امر بسيط فيه تحقيق مصلحة فكان
هناك عيون وجواسيس لدولة الاسلام بدأ من فتوتها
الى ان اسقطت على ايدي الكفرة بمعاونة من البعض
وكانت مقتضيات العيون هؤلاء - انهم يتخفون حتى بزي لا
يترك لهم شيئا من التعريفات التي ترمز الى
التزامهم اصلا بالدين الاسلامي---
ويؤدون الصلوات خلسة - ويقصرون ويجمعون
وهنا نود ان نتوجه الى مشابهة نقدر فيها هذه الامور وفق
ما اوجبه البعض على افراد الامة - وقادتها
من وجوب السعي الى مظنة تحقيق مصلحة راجحة
بوسائل متعددة
- ونتذكر مرة ثانية وجوب الحفاظ على دين الفرد
اساسا--
وهنا نقول من استطاع ان يحافظ على لحيته فليفعل -
انما من كان لا يستطيع وكانت المصلحة تقتضي
وجوده في مكان حساس وهام -
هنا تراعى المصلحة الراجحة ويقدم الضرر الاصغر على
الضرر الاكبر --
اي لا يطلق اللحية
ونمثل ذلك بتقديم فرد مضرة قتل نفسه ليحيي امته -
وله امثلة عديدة نعلمها-- اولها الدفاع - فتموت انت
ليعيش الاخر
----------------------
وهناك من يجب عليه التقنين من الذهاب الى المساجد
وامور اخرى كثيرة حتى ان البعض افتي له بجمع
الصلوات
------------------------
---- هذا كله مشقة ومخاض عسير وتجد من يتقبله ومن لا
يتقبله -- ومن يتخالفون ويتدابرون عليه
انما يا حبذا لو وجدنا من يحمل الطرح البديل ممن منع ذلك
الانضمام الى الجيش
او ممن سمح به
فلا هذا شكل جيشا ليحرر - وذاك ظن ان ذروة امره وجود
افراد داخل الجيش
ولم يتكلم احد بعد ذلك عن التغيير
رغم ان هذا الامر من الواجب احداث التغيير فيه وعدم
القبول بالامر الواقع لا هذا ولا ذاك
--------
--------------------
وهذا تقريب حاصل لما افتي به منذ محن عانت منها الامة
من عهد شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وقبله وبعده
عندما اصدرت فتاوى مشابهة لما افتي به اليوم
----- وقد نقصد من لديهم الخدمة الاجبارية --
هم لم يختاروا انما اقتيدوا لذلك فهلا قسنا وقدرنا مصلحة
الامر الواقع على افراد امة تجبر على الخدمة هنا فتتهاوى
دونما وعي وتتردى وتجند لقتلنا ---
واخر يفتى لهم ان يختاروا
وآخرين يقفون بحيرة --
والحليم فينا من ينادي اين انتم من التغيير وقلب المقاعد
على الحكام
فينادى عليه اصمت سوف نقتل ونسجن -- اصمت لا
تتكلم--
هل البديل عما يجري الصمت ؟
او من ناحية اخرى العشوائية ؟
او من ناحية اخرى الرضا؟
كلا ايها الاخوة - فمن اضطر الى هذا او ذاك ومن اقتيد ومن
فعل ومن افتي له -- كله يدل على ضعفنا
وكله اثم بدايته نحن--- و نهايته ان تنصروا الله ينصركم
ويثبت اقدامكم وينصركم على القوم الكافرين
انما ان نضع المصيبة وننتحب عليها ونرضى بها -- فهذا امر
في عرف
العاقلين عظيم
ارجو ان يكون الامر قد اتضح
وباختصار
-----------------------------------
لكن صوت الحق أحيانا يكون مخفيا .. بل قد لا يظهر أبدا ...
وإنما أقول في ذلك .. اتباع الدول الاسلاميه نظام الدول الغريبه ...
فهذه المصيبة الأكبر برأيي ...
كما أنني كنت أقصد بهذا والدي الحبيب ...
إذ أنه في الجيش الأردني ..
لكنه مضطر دائما على حلق لحيته ... ومسؤول على كتيبه ...
فهو مضطر أن يعاقب كل من يخالف أوامر الجيش في عدم حلق اللحيه ..
مع أنه موقن أن اللحيه واجب على كل فرد مسلم ...
فما يفعل في هذه الحاله ؟؟؟
-----------------
جزى الله عزوجل خيرا والدك الكريم
وهو لا يستطيع الا ان يطبق الاوامر والا عوقب هو ايضا -- لذلك كان هذا الامر من اضطراراته -
وما ان استطاع ان يغض الطرف فليفعل -او وان يمرر بين السطور فليفعل
ما لم يضر ذلك منصبه - فان الامةبحاجة الى هذه الاصناف من القادة - في الميدان
ونحن نحسبه على خير ما ان نظرنا الى انه استطاع ان يربي امثالك ابنة نحسبها صالحة ان
شاء الله
ونكرر هنا جميع الائمة آثمة بالسكوت والصمت وعدم السعي الى التغيير
عدل سابقا من قبل د.المرتحل في السبت أبريل 10, 2010 1:26 pm عدل 1 مرات