موقف ائمتنا من الشيعة - هل الشيعة كفار- دعوة هادئة للحوار
--------------------------------------------------------------------------------
هل يجوز تكفير الشيعة لاختلاف عقائدهم عنا ؟؟؟
لعل السؤال الذي يطرح نفسه عندما ناتي الى تقيم الشيعة
له فروع متعددة
فهل نتوجه الى ذلك من خلال العواطف التي تامرنا احيانا بالتسامح
.او العواطف التي تأمرنا بالتشدد
وهل التشدد يكون انتقاما لامتنا
او انه انتقاما لنفوسنا
او اننا امرنا به شرعا في هذا المجال
دعونا ان لا نحكم أي شيء من هذا القبيل ابدا بل لنحكم الشريعة
وحدها لا سواها
دون النظر الى ما يجول في الصدور او يبنى على الظنون
او على الاراء المختلفة المتخالفة بشأنهم
ولا يكون هناك مخرج من هذا الامر الا بالعودة الى الاصول فلا نحن
ولا انتم ولا هو ولا هم
ان ما ساقدمه لك اخي الكريم هو بحث تم تقديمه في مجمع علمي معين
وعرض على بعض الاخوة في الله
وكان تقييم المجمع العلمي للبحث انه امتياز علمي متجرد
ولا اسوق ذلك المديح الا لتعلم ان ما اقوله قد عرض على اعلم مني
فباركوه وعلى امل ان نتفهم الدافع اليه
فلست في معرض الدفاع عنهم أي الشيعة بل ان راينا فيهم واضح
على ما اظن مما تكلمت به سابقا في لقاء مع داعية في قسم دعوتنا حياتنا
انما نحن بصدد تحديد الموقف الصحيح ان شاء الله
واذ بي اتكلم بهذا الامر انوه الى ان علماء امتنا الذين ساذكرهم
فهم ذوي فهم وعلم
ولا اقول لاحد لا تبحث بعد الان او اعمل على كم فيك
كلا وانما اقول لك ان تطلعت للبحث يوما فخذ ما اقوله لك بعين
الاعتبار
ولا اقول لك بانني اصيب ولا اخطيء فهذا محال
انما من الذي ساضعه بين يديك يجب ان تعلم انه من الاجحاف قولك
لي وللعلماء انني اخطأت وما اصبت ابدا
وبما ان العلم لا يقارع الا بالعلم ارجوا ان لا يكون الا العلم هو
الذي سيتكلم ويحكم بيننا
والا فاربأ بكل اخ او اخت وآخذ على ايديكم ان لا نحول العلم
الشرعي الى جدال عقيم
فنخسر الفائدة المرجوة جميعا ويكون الصمت اولى من الكلام عندئذ
وسوف انقل لك نص البحث الصغير الذي جرى وحرفيا ان شاء الله
وهو ما يلي
-----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال….. هل الشيعة كفار
باب مهم في التكفير – ان الفروع المنقولة في الفتاوى من التكفير لم
تنقل عن الفقهاء أي المجتهدين
أي ان الكتب التي تحكي عن تكفير الشيعة هي فروع
وانما المنقول في الاصول عدم تكفير من كان من قبلتنا
حتى لم يحكموا بتكفير الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين
واموالهم وسب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه عن
تأويل وشبهة
ولا عبرة بغير المجتهدين
هذا نص كتاب البحر الرائق باب الامامة – وهو على مذهب
الاحناف
وذكر في المسايرة ان ظاهر قول الشافعي وابي حنيفة رحمهما الله
انه لا يكفر احد منهم
وان روي عن ابي حنيفة انه قال لجهم _اخرج عني يا كافر . حملا
على التشبيه . وهو مختار الرازي
وذكر في شرحها للكمال ابن ابي شريف ان عدم تكفيرهم هو المنقول
عن جمهور المتكلمين والفقهاء
فان الشيخ ابا الحسن الاشعري قال في كتاب مقالات الاسلاميين
اختلف المسلمون بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم في اشياء ظل بعضهم
بعضا
وتبرأ بعضهم من بعض فصاروا فرقا متباينين الا ان الاسلام يجمعهم
ويعمهم
وما ذكره المصنف انه ظاهر قول ابي حنيفة
جزم بحكايته عنه الحاكم صاحب المختصر في كتاب المنتقى وهو
المعتمد
فالحاصل ان المذهب عدم تكفير احد من المخالفين فيما ليس من
الاصول المعلومة من الدين ضرورة
وان هذه الفروع المنقولة من الخلاصة وغيرها بصريح التكفير لم تنقل
عن ابي حنيفة وانما هي من تفريعات المشايخ
كالفاظ التكفير المنقولة في الفتاوى والله هو الموفق
وفي جمع الجوامع وشرحه
لا نكفر احدا من اهل القبلة ببدعة كمنكري صفات الله تعالى وخلقه
وافعال عباده وجواز رؤيته يوم القيامة
-ومنا من كفرهم –
والسبب في ذلك انه كله عن تأويل وشبهة
اما من خرج ببدعته من اهل القبلة كمنكري حدوث العالم والبعث
والحشر للاجسام والعلم بالجزئيات فلا نزاع في كفرهم لانكارهم
بعض ما علم مجيء الرسول به ضرورة
----وان قررنا ان التكفير لهؤلاء لم يرد عن الائمة الا ان التلاميذ
قد كفروا طوائف الشيعة فتكاد لا تجد طائفة الا واستثناها احد
التلاميذ من التكفير
وهذا يقوي عدم وجوب الخوض في التكفير والرجوع الى الاصول
التي كان عليها الائمة ---
ولايضاح بعض الامر نستعرض قول ابن تيمية يتكلم عن الخلاف في
تكفير اهل البدع فيقول
فمن اخرج الجهمية منهم ولم يكفرهم فانه لا يكفر سائر اهل البدع
بل يجعلهم من اهل الوعيد بمنزلة الفساق والعصاة
ويجعل قوله هم في النار مثل ما جاء في سائر الذنوب مثل اكل مال
اليتامى ظلما
انما ياكلون في بطونهم نارا
ومن ادخلهم فيهم فهم على قولين منهم من يكفرهم كلهم وهذا انما
قاله بعض المستأخرين المنتسبين الى الائمة او المتكلمين
واما السلف والائمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير المرجئة والشيعة ونحو
ذلك
ولم تختلف نصوص احمد بن حنبل في انه لا يكفر هؤلاء وان من
اصحابه من حكى في تكفير جميع اهل البدع من هؤلاء وغيرهم
خلافا عنه
او في مذهبه حتى اطلق بعضهم تخليد هؤلاء وغيرهم في النار وهذا
غلط على مذهبه وعلى الشريعة
ومنهم من لم يكفر احدا من هؤلاء الحاقا لاهل البدع بأهل المعاصي
وقالوا فكما ان من اصول اهل السنة والجماعة انهم لا يكفرون احدا
بذنب فكذلك لا يكفرون احدا ببدعة
والمأثور عن السلف والائمة اطلاق اقوال بتكفير الجهمية المحضة
الذين ينكرون الصفات
وحقيقة قولهم ان الله لا يتكلم ولا يرى ولا يباين الخلق ولا له علم
ولا له قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة
بل القرآن مخلوق واهل الجنة لا يرونه كما لا يراه اهل النار وامثال
هذه المقالات
واما الخوارج والروافض ففي تكفيرهم ما ذكرنا
ويتبين من ذلك ان من لم يخوض في انكار صفات الله وافعاله وقدرته
الخ
لم يكفرهم احد من الائمة وتردد المتأخرين في تكفيرهم
ويقول ابن تيمية
وفصل الخطاب في هذا الباب بذكر اصلين
احدهما ان يعلم ان الكافر في نفس الامر من اهل الصلاة لا يكون الا
منافقا
فان الله منذ بعث محمدا وانزل عليه القرآن وهاجر الى المدينة صار
الناس ثلاثة اصناف
مؤمن به
وكافر به مظهر الكفر
ومستخف بالكفر
واذا كان كذلك فاهل البدع فيهم المنافق الزنديق المنكر لمعلوم الدين
بالضرورة الخ
فهذا كافر . ويكثر مثل هذا في الرافضة والجهمية
فان رؤساءهم كانوا منافقين زنادقة
واول من ابتدع الرفض كان منافقا وكذلك التجهم فان اصله زندقة
ونفاق
ولهذا كان الزنادقة المنافقون من القرامطة الباطنية المتفلسفة وامثالهم
يميلون الى الرافضة والجهمية لقربهم منهم
ويضيف ابن تيمية
ومن اهل البدع من يكون فيه ايمان باطنا وظاهرا
ولكن فيه جهل وظلم حتى اخطأ ما اخطأ من السنة
فهذا ليس بكافر ولا منافق . من اصحاب الدرك الاسفل
ثم قد يكون منه عدوان وظلم ويكون به فاسقا او عاصيا وقد يكون
مخطئا متأولا مغفورا له خطأه
وقد يكون مع ذلك معه من الايمان والتقوى ما يكون معه من ولاية
الله بقدر ايمانه وتقواه
وخلاصة الاصل الثاني ان عامتهم مضللين بما املي عليهم متأولين لما
وصل اليهم واكثرهم لم يسمعوا بما عندنا اصلا فلا يمكن ان يحكم
بكفرهم
وقياسا على ذلك ما تعارف عليه اهل العلم من وصفهم للذين وصلهم
جزء من الكتاب فعملوا بما وصلهم ولم يحرموا الزنا والخمر
مثلا فلا يمكن تكفيرهم بما لم يصل اليهم وهم ايضا ليسوا معذورين
بجهلهم وعدم سعيهم
وللعلم ان هذه الفرق كانت على نفس الاصول الفاسدة التي هي
عليها اليوم فالخوارج يكفرون علي وعثمان
والرافضة يكفرون ابو بكر وعمر وعثمان وكان ائمة الهدى آنها اعلم
بهم واقرب الى العلم بهم منا ولم يكفرهم منهم احدا
والكثير منهم اليوم تخلوا عن اجزاء من هذه الاصول الفاسدة فمن
الاولى لنا ايضا ان نقف عند مسالة تكفيرهم
وان كان الائمة يعلمون جل العلم ان هؤلاء يبغضون اهل السنة
والخلفاء ومع ذلك اصروا على عدم تكفيرهم
اذ ان اكثر عقائد هؤلاء انبتت على شبهات اتت بعد خلافات
واضاليل اريدت لهم
فادى بهم الامر الى التأويلات والاجتهادات المخطئة وهذا من اهم
اسباب عدم تكفيرهم
اذ ان اهل العلماء لا يكفرون احدا بالشبهات وهذا اصل شرعي في
العقائد
واذ ان هؤلاء يصلون بصلاتنا ويقرؤون بكتابنا ويخلصون ويظنون انهم
يحسنون وهم يخشعون ويخضعون لله وينتهون عما رأوا ان ينتهوا عنه
ظانين ان هذا الانتهاء لله فاخلصوا فلا يمكن لعالم ان يكفر عوامهم
والكثير من ائمتهم
لذلك راينا ورع الائمة تجلى بهذا الباب
وكانوا في الكثير من الاحيان يعتمدون على المناظرات وادحاض
الحجج وكان الكثير منهم يرجعون عما هم عليه وكان ذلك في زمن
ابن تيمية رحمه الله وفي زمن الامام احمد رحمه الله
وسواهم من العلماء الاجلاء
والكثير منها مسجل مستعرض في مجالات عديدة
انما تخلي اهل الحق عن فكرهم احيانا
واعتماد المنابذة ورد السؤ بالسوء في غير مكانه يؤدي في الكثير من
الاحيان الى تقوية شياطين هؤلاء عليهم
بحيث لا يرجعون عما هم عليه
ونختم بهذه اللفتة فنقول ان فتنة الامام احمد كانت معلومة حيث انه
ابتلي من ولاة الامور الذين كانوا يقولون بقول الجهمية المماثلة اقوالهم
للرافضة في بعض جوانبها
ان القرآن مخلوق وان الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس
الى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم
ويكفرون من لم يجبهم حتى انهم كانوا اذا امسكوا الاسير لم يطلقوه
حتى يقر بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا
ولا يعطون رزقا من بيت المال الا لمن يقول ذلك
ومع هذا فالامام احمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه
بانهم لم يتبين له انهم مكذبون للرسول جاحدون لما جاء به ولكن
تأولوا فاخطئوا وقلدوا من قال لهم ذلك
وكذلك الشافعي رحمه الله لما قال لحفص الفرد حين قال القرآن
مخلوق كفرت بالله العظيم بين له ان هذا القول كفر ولم يحكم بردة
حفص بمجرد ذلك لانه لم يتبين له الحجة التي يكفر بها ولو اعتقد انه
مرتد لسعى في قتله
وقد صرح في كتبه بقبول شهادة اهل الاهواء والصلاة خلفهم
وكذلك قال مالك رحمه الله والشافعي واحمد
وينبه ابن تيمية رحمه الله الى ان الامر في قتل بعض دعاة هذه الافكار
في ازمنة متفرقة مرت لم يكن حكما باقامة الحد على انهم كفار انما
كان لرد ضررهم عن الناس فقط
ومسالة مهمة
فهل يصح ان يدخل الكافر الى الارض المقدسة
وكيف بالامة ومن اول ظهور الشيعة فلم يمنعوا من دخول الحرم
فهل كان العلماء مقصرين
وهل علماء امتنا الذين يكفرون الشيعة اليوم لا يمنعون الكافر ان
يدخل الى ارض الحرم وهل يصح ذلك منهم وما بالنا لم نسمع من
يلمح الى ذلك
اذا فليعاد النظر في هذا التصور اساسا وليؤخذ ما قلنا بعين الاعتبار
العلمي والعملي
انتهى البحث
واذ بي انوه مرة اخرى ان موقفنا من تكفيرهم واضح
فان موقفنا من الدفاع عن عقيدتنا كاهل سنة وجماعة واضح
وموقفنا من دماء اخواننا الذين يذبحون على ايديهم واضح
وموقفنا من الذوبان تحت راياتهم واضح
وموقفنا من تنفيذ مخططاتهم واضح
وموقفنا من عدم اظهارهم وتلميعهم على حساب طائفتنا واضح
قناعاتنا اننا على حق وانهم على باطل واضحة جدا
الا ان العالم يقول ما له وما عليه
--------
ارجو من جميع الاخوة الجواب الهاديء
وان لا ينبري احدنا لعصبية او تعصب
رد الحجة بالحجة
الابتعاد عن العواطف
فلندع الشريعة تتكلم
والا فراقبنا من بعيد
--------------------------------------------------------------------------------
هل يجوز تكفير الشيعة لاختلاف عقائدهم عنا ؟؟؟
لعل السؤال الذي يطرح نفسه عندما ناتي الى تقيم الشيعة
له فروع متعددة
فهل نتوجه الى ذلك من خلال العواطف التي تامرنا احيانا بالتسامح
.او العواطف التي تأمرنا بالتشدد
وهل التشدد يكون انتقاما لامتنا
او انه انتقاما لنفوسنا
او اننا امرنا به شرعا في هذا المجال
دعونا ان لا نحكم أي شيء من هذا القبيل ابدا بل لنحكم الشريعة
وحدها لا سواها
دون النظر الى ما يجول في الصدور او يبنى على الظنون
او على الاراء المختلفة المتخالفة بشأنهم
ولا يكون هناك مخرج من هذا الامر الا بالعودة الى الاصول فلا نحن
ولا انتم ولا هو ولا هم
ان ما ساقدمه لك اخي الكريم هو بحث تم تقديمه في مجمع علمي معين
وعرض على بعض الاخوة في الله
وكان تقييم المجمع العلمي للبحث انه امتياز علمي متجرد
ولا اسوق ذلك المديح الا لتعلم ان ما اقوله قد عرض على اعلم مني
فباركوه وعلى امل ان نتفهم الدافع اليه
فلست في معرض الدفاع عنهم أي الشيعة بل ان راينا فيهم واضح
على ما اظن مما تكلمت به سابقا في لقاء مع داعية في قسم دعوتنا حياتنا
انما نحن بصدد تحديد الموقف الصحيح ان شاء الله
واذ بي اتكلم بهذا الامر انوه الى ان علماء امتنا الذين ساذكرهم
فهم ذوي فهم وعلم
ولا اقول لاحد لا تبحث بعد الان او اعمل على كم فيك
كلا وانما اقول لك ان تطلعت للبحث يوما فخذ ما اقوله لك بعين
الاعتبار
ولا اقول لك بانني اصيب ولا اخطيء فهذا محال
انما من الذي ساضعه بين يديك يجب ان تعلم انه من الاجحاف قولك
لي وللعلماء انني اخطأت وما اصبت ابدا
وبما ان العلم لا يقارع الا بالعلم ارجوا ان لا يكون الا العلم هو
الذي سيتكلم ويحكم بيننا
والا فاربأ بكل اخ او اخت وآخذ على ايديكم ان لا نحول العلم
الشرعي الى جدال عقيم
فنخسر الفائدة المرجوة جميعا ويكون الصمت اولى من الكلام عندئذ
وسوف انقل لك نص البحث الصغير الذي جرى وحرفيا ان شاء الله
وهو ما يلي
-----------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال….. هل الشيعة كفار
باب مهم في التكفير – ان الفروع المنقولة في الفتاوى من التكفير لم
تنقل عن الفقهاء أي المجتهدين
أي ان الكتب التي تحكي عن تكفير الشيعة هي فروع
وانما المنقول في الاصول عدم تكفير من كان من قبلتنا
حتى لم يحكموا بتكفير الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين
واموالهم وسب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه عن
تأويل وشبهة
ولا عبرة بغير المجتهدين
هذا نص كتاب البحر الرائق باب الامامة – وهو على مذهب
الاحناف
وذكر في المسايرة ان ظاهر قول الشافعي وابي حنيفة رحمهما الله
انه لا يكفر احد منهم
وان روي عن ابي حنيفة انه قال لجهم _اخرج عني يا كافر . حملا
على التشبيه . وهو مختار الرازي
وذكر في شرحها للكمال ابن ابي شريف ان عدم تكفيرهم هو المنقول
عن جمهور المتكلمين والفقهاء
فان الشيخ ابا الحسن الاشعري قال في كتاب مقالات الاسلاميين
اختلف المسلمون بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم في اشياء ظل بعضهم
بعضا
وتبرأ بعضهم من بعض فصاروا فرقا متباينين الا ان الاسلام يجمعهم
ويعمهم
وما ذكره المصنف انه ظاهر قول ابي حنيفة
جزم بحكايته عنه الحاكم صاحب المختصر في كتاب المنتقى وهو
المعتمد
فالحاصل ان المذهب عدم تكفير احد من المخالفين فيما ليس من
الاصول المعلومة من الدين ضرورة
وان هذه الفروع المنقولة من الخلاصة وغيرها بصريح التكفير لم تنقل
عن ابي حنيفة وانما هي من تفريعات المشايخ
كالفاظ التكفير المنقولة في الفتاوى والله هو الموفق
وفي جمع الجوامع وشرحه
لا نكفر احدا من اهل القبلة ببدعة كمنكري صفات الله تعالى وخلقه
وافعال عباده وجواز رؤيته يوم القيامة
-ومنا من كفرهم –
والسبب في ذلك انه كله عن تأويل وشبهة
اما من خرج ببدعته من اهل القبلة كمنكري حدوث العالم والبعث
والحشر للاجسام والعلم بالجزئيات فلا نزاع في كفرهم لانكارهم
بعض ما علم مجيء الرسول به ضرورة
----وان قررنا ان التكفير لهؤلاء لم يرد عن الائمة الا ان التلاميذ
قد كفروا طوائف الشيعة فتكاد لا تجد طائفة الا واستثناها احد
التلاميذ من التكفير
وهذا يقوي عدم وجوب الخوض في التكفير والرجوع الى الاصول
التي كان عليها الائمة ---
ولايضاح بعض الامر نستعرض قول ابن تيمية يتكلم عن الخلاف في
تكفير اهل البدع فيقول
فمن اخرج الجهمية منهم ولم يكفرهم فانه لا يكفر سائر اهل البدع
بل يجعلهم من اهل الوعيد بمنزلة الفساق والعصاة
ويجعل قوله هم في النار مثل ما جاء في سائر الذنوب مثل اكل مال
اليتامى ظلما
انما ياكلون في بطونهم نارا
ومن ادخلهم فيهم فهم على قولين منهم من يكفرهم كلهم وهذا انما
قاله بعض المستأخرين المنتسبين الى الائمة او المتكلمين
واما السلف والائمة فلم يتنازعوا في عدم تكفير المرجئة والشيعة ونحو
ذلك
ولم تختلف نصوص احمد بن حنبل في انه لا يكفر هؤلاء وان من
اصحابه من حكى في تكفير جميع اهل البدع من هؤلاء وغيرهم
خلافا عنه
او في مذهبه حتى اطلق بعضهم تخليد هؤلاء وغيرهم في النار وهذا
غلط على مذهبه وعلى الشريعة
ومنهم من لم يكفر احدا من هؤلاء الحاقا لاهل البدع بأهل المعاصي
وقالوا فكما ان من اصول اهل السنة والجماعة انهم لا يكفرون احدا
بذنب فكذلك لا يكفرون احدا ببدعة
والمأثور عن السلف والائمة اطلاق اقوال بتكفير الجهمية المحضة
الذين ينكرون الصفات
وحقيقة قولهم ان الله لا يتكلم ولا يرى ولا يباين الخلق ولا له علم
ولا له قدرة ولا سمع ولا بصر ولا حياة
بل القرآن مخلوق واهل الجنة لا يرونه كما لا يراه اهل النار وامثال
هذه المقالات
واما الخوارج والروافض ففي تكفيرهم ما ذكرنا
ويتبين من ذلك ان من لم يخوض في انكار صفات الله وافعاله وقدرته
الخ
لم يكفرهم احد من الائمة وتردد المتأخرين في تكفيرهم
ويقول ابن تيمية
وفصل الخطاب في هذا الباب بذكر اصلين
احدهما ان يعلم ان الكافر في نفس الامر من اهل الصلاة لا يكون الا
منافقا
فان الله منذ بعث محمدا وانزل عليه القرآن وهاجر الى المدينة صار
الناس ثلاثة اصناف
مؤمن به
وكافر به مظهر الكفر
ومستخف بالكفر
واذا كان كذلك فاهل البدع فيهم المنافق الزنديق المنكر لمعلوم الدين
بالضرورة الخ
فهذا كافر . ويكثر مثل هذا في الرافضة والجهمية
فان رؤساءهم كانوا منافقين زنادقة
واول من ابتدع الرفض كان منافقا وكذلك التجهم فان اصله زندقة
ونفاق
ولهذا كان الزنادقة المنافقون من القرامطة الباطنية المتفلسفة وامثالهم
يميلون الى الرافضة والجهمية لقربهم منهم
ويضيف ابن تيمية
ومن اهل البدع من يكون فيه ايمان باطنا وظاهرا
ولكن فيه جهل وظلم حتى اخطأ ما اخطأ من السنة
فهذا ليس بكافر ولا منافق . من اصحاب الدرك الاسفل
ثم قد يكون منه عدوان وظلم ويكون به فاسقا او عاصيا وقد يكون
مخطئا متأولا مغفورا له خطأه
وقد يكون مع ذلك معه من الايمان والتقوى ما يكون معه من ولاية
الله بقدر ايمانه وتقواه
وخلاصة الاصل الثاني ان عامتهم مضللين بما املي عليهم متأولين لما
وصل اليهم واكثرهم لم يسمعوا بما عندنا اصلا فلا يمكن ان يحكم
بكفرهم
وقياسا على ذلك ما تعارف عليه اهل العلم من وصفهم للذين وصلهم
جزء من الكتاب فعملوا بما وصلهم ولم يحرموا الزنا والخمر
مثلا فلا يمكن تكفيرهم بما لم يصل اليهم وهم ايضا ليسوا معذورين
بجهلهم وعدم سعيهم
وللعلم ان هذه الفرق كانت على نفس الاصول الفاسدة التي هي
عليها اليوم فالخوارج يكفرون علي وعثمان
والرافضة يكفرون ابو بكر وعمر وعثمان وكان ائمة الهدى آنها اعلم
بهم واقرب الى العلم بهم منا ولم يكفرهم منهم احدا
والكثير منهم اليوم تخلوا عن اجزاء من هذه الاصول الفاسدة فمن
الاولى لنا ايضا ان نقف عند مسالة تكفيرهم
وان كان الائمة يعلمون جل العلم ان هؤلاء يبغضون اهل السنة
والخلفاء ومع ذلك اصروا على عدم تكفيرهم
اذ ان اكثر عقائد هؤلاء انبتت على شبهات اتت بعد خلافات
واضاليل اريدت لهم
فادى بهم الامر الى التأويلات والاجتهادات المخطئة وهذا من اهم
اسباب عدم تكفيرهم
اذ ان اهل العلماء لا يكفرون احدا بالشبهات وهذا اصل شرعي في
العقائد
واذ ان هؤلاء يصلون بصلاتنا ويقرؤون بكتابنا ويخلصون ويظنون انهم
يحسنون وهم يخشعون ويخضعون لله وينتهون عما رأوا ان ينتهوا عنه
ظانين ان هذا الانتهاء لله فاخلصوا فلا يمكن لعالم ان يكفر عوامهم
والكثير من ائمتهم
لذلك راينا ورع الائمة تجلى بهذا الباب
وكانوا في الكثير من الاحيان يعتمدون على المناظرات وادحاض
الحجج وكان الكثير منهم يرجعون عما هم عليه وكان ذلك في زمن
ابن تيمية رحمه الله وفي زمن الامام احمد رحمه الله
وسواهم من العلماء الاجلاء
والكثير منها مسجل مستعرض في مجالات عديدة
انما تخلي اهل الحق عن فكرهم احيانا
واعتماد المنابذة ورد السؤ بالسوء في غير مكانه يؤدي في الكثير من
الاحيان الى تقوية شياطين هؤلاء عليهم
بحيث لا يرجعون عما هم عليه
ونختم بهذه اللفتة فنقول ان فتنة الامام احمد كانت معلومة حيث انه
ابتلي من ولاة الامور الذين كانوا يقولون بقول الجهمية المماثلة اقوالهم
للرافضة في بعض جوانبها
ان القرآن مخلوق وان الله لا يرى في الآخرة وغير ذلك ويدعون الناس
الى ذلك ويمتحنونهم ويعاقبونهم اذا لم يجيبوهم
ويكفرون من لم يجبهم حتى انهم كانوا اذا امسكوا الاسير لم يطلقوه
حتى يقر بقول الجهمية ان القرآن مخلوق وغير ذلك ولا يولون متوليا
ولا يعطون رزقا من بيت المال الا لمن يقول ذلك
ومع هذا فالامام احمد رحمه الله تعالى ترحم عليهم واستغفر لهم لعلمه
بانهم لم يتبين له انهم مكذبون للرسول جاحدون لما جاء به ولكن
تأولوا فاخطئوا وقلدوا من قال لهم ذلك
وكذلك الشافعي رحمه الله لما قال لحفص الفرد حين قال القرآن
مخلوق كفرت بالله العظيم بين له ان هذا القول كفر ولم يحكم بردة
حفص بمجرد ذلك لانه لم يتبين له الحجة التي يكفر بها ولو اعتقد انه
مرتد لسعى في قتله
وقد صرح في كتبه بقبول شهادة اهل الاهواء والصلاة خلفهم
وكذلك قال مالك رحمه الله والشافعي واحمد
وينبه ابن تيمية رحمه الله الى ان الامر في قتل بعض دعاة هذه الافكار
في ازمنة متفرقة مرت لم يكن حكما باقامة الحد على انهم كفار انما
كان لرد ضررهم عن الناس فقط
ومسالة مهمة
فهل يصح ان يدخل الكافر الى الارض المقدسة
وكيف بالامة ومن اول ظهور الشيعة فلم يمنعوا من دخول الحرم
فهل كان العلماء مقصرين
وهل علماء امتنا الذين يكفرون الشيعة اليوم لا يمنعون الكافر ان
يدخل الى ارض الحرم وهل يصح ذلك منهم وما بالنا لم نسمع من
يلمح الى ذلك
اذا فليعاد النظر في هذا التصور اساسا وليؤخذ ما قلنا بعين الاعتبار
العلمي والعملي
انتهى البحث
واذ بي انوه مرة اخرى ان موقفنا من تكفيرهم واضح
فان موقفنا من الدفاع عن عقيدتنا كاهل سنة وجماعة واضح
وموقفنا من دماء اخواننا الذين يذبحون على ايديهم واضح
وموقفنا من الذوبان تحت راياتهم واضح
وموقفنا من تنفيذ مخططاتهم واضح
وموقفنا من عدم اظهارهم وتلميعهم على حساب طائفتنا واضح
قناعاتنا اننا على حق وانهم على باطل واضحة جدا
الا ان العالم يقول ما له وما عليه
--------
ارجو من جميع الاخوة الجواب الهاديء
وان لا ينبري احدنا لعصبية او تعصب
رد الحجة بالحجة
الابتعاد عن العواطف
فلندع الشريعة تتكلم
والا فراقبنا من بعيد