امل الحياة ونذير الموت

بسم الله الرحمن الرحيم

لن يكون الحال يوما افضل مما هو عليه الان

فلا ترتقب في الحياة املا وعش لاخراك بدلا من دنياك

وكنت اطمح ان تكون الفانية افضل مما اراه قد حصل لي

الا ان السعادة لا تصنع الا شراكة والشريك لديه شرك كبير

وفرق بين من احبك لاجله هو وبين من احبك لاجلك

وكنت ارضى ان يكون الامر شراكة لكن يابى الجميع الا ان تكن محبوبا لاجلهم

وتكتشف يوما ان اجلك لا يهم ولو بذلت كل الغالي فلن يثمن الا رخيصا

وانت ملام على الرخيص ويبادر الى ذهنك يوما ان تسأل ما انت تعرفه حقا

هل ساحيا باكيا ما دمت باقيا

كم ذرفت من الدموع فما جفت ومن دم القلوب فما جف الحب

بيد ان الحقير الذي لم انل سواه لم يكد يخرج حتى جف وانتهى

والجميع يطالب بالعوض

واكرر السؤال مرتين هل ساحيا باكيا ما دمت باقيا
------------
ويجيبني صوت عريض يفجعني في سكون الصمت ويهز قلبي

ويقول اتاك ناعق تترحم لاجله على طائر البوم

انك متهم وانك موقوف وسوف تحاكم رغم انك مقهور

واقول لماذا وما ذنبي وما فعلت فانا لم اتلقى في عمري الا صفعات

من العقل ومن احباب القلوب وسامحتهم وظلمت فلم انل مرتبتي الا بالمقلوب

ليجيب علي اصمت فان الحياة انتهت وانا القبر وانت خلقت لتموت واتيت لترحل

وقضيت العمر حسرات على الحياة وكل من اساء لك اليوم او غدا مثلك

يمدد على التراب لقمة دونما انية ليأكل لينخر اشرف ما فيه الدود

لن استأذنك فلقد اتيتك لاقرر لك انك حتف انفك سيكمل قهرك الموت

وانت ومن مثلك لن تسروا يوما بمنظر الظلام ولو استطعت ان تفر من القبر فافعل

الا انك كنت تكثر النقيق

وها هي القوارض الا ترى انهاارحم من البشر اللاودود

والتراب اصلك افضل من ان تحيا وينبذك الجميع فلا تموت

انا الموت انا الرحمة الموكلة اليك ان احسنت ستموت بيد انك ان لم تحسن

فهل تظن انك لن تموت

انا المنشار انا السكين انا المضرب انا النار انا من يطبق عليك رغم موتك

وتصرخ رغم ان كل ما فيك قد مات

انا كل هذه الادوات التي كان ينتظر منك ان تستعملها لتوضب بها قبرك

لترقب فيها نهايتك فتفعل زادا لسفرك تاخذه معك في صحيفة تقرر لك مصيرك في يوم الخلود

واليك عني

فاجاب اليك عني انت انا من سيعيش رغم انه سيموت

وانا من مات الف الف مرة في الحياة

كنت ابكي من البأس والجبروت والان استحي من دمعتي تذرف فيما مضى من النعوت

لن ابكي يوما من الان انما سابكي لهفة لكي القى ربي غير نادم اناجيه

وفي قربكم لن اقول

فهلا تتركون شأني وتبتعدون